الجمهورية اللبنانية

لوضع المغترب اللبناني كشريك في النهوض، لا كمصدر موسمي للدعم.

وزير الاقتصاد والتجارة خلال المؤتمر الصحفي لإطلاق مؤتمر الاقتصاد الاغترابي بنسخته الرابعة

الجمعة 25 تموز 2025

يسعدني أن أكون بينكم اليوم في هذا 
اللقاء الذي يضع المغترب اللبناني في موقع مركزي في مشروع النهوض الاقتصادي، المغترب كمستهلك، كممول، كمستثمر، كناقل للمعرفة، والعلاقات الخارجية. وهذا تماماً ما يقوم به مؤتمر الاقتصاد الاغترابي في نسخته الرابعة.

أقول ذلك من موقع التجربة. فقد كنت مغتربًا لأكثر من أربعين عامًا، عايشت خلالها كل التحديات التي تواجه اللبناني حين يُغادر وطنه، من حنين الانتماء إلى صعوبة إثبات الذات في مجتمعات جديدة. لكنّي أيضًا أتكلم اليوم من موقع من عاد، ومن يعرف تمامًا كم يحمل كل فرد في الاغتراب رغبة عميقة في أن يعطي، أن يُسهم، أن يصنع فرقًا.

لهذا السبب، نحن هنا اليوم — لإطلاق مؤتمرٍ يُعيد الاعتبار لدور المغترب كمساهم قوي في العجلة الاقتصادية المنتجة.

لقد مرّ لبنان خلال السنوات الماضية بانهيار غير مسبوق على كافة المستويات، ووسط ذلك، بقي شريان واحد ينبض بثبات: الاغتراب:

• 6.5 مليار دولار سنوياً هو معدل التحويلات المالية منذ بدء الأزمة.
• في ذروة الانهيار، شكّلت التحويلات 33% من الناتج المحلي الإجمالي.
• وحتّى اليوم، تشكّل ما يقارب 27% من الناتج.
لكن أقولها بوضوح: المغترب ليس مجرد مصدر تمويل.

لهذا السبب، أعتبر اليوم كوزير اقتصاد أن التعامل مع الاغتراب يجب أن ينتقل من العرف إلى السياسة، ومن المناسبات إلى المنهج، ومن العاطفة إلى التخطيط. وهنا أريد أن أشير الى ما بدأنا القيام به بشكل عملي الأسبوع الماضي وهو مبادرة جمعت الملحقين الاقتصاديين اللبنانيين حول العالم في مقاربة تقرب المغترب اللبناني من وطنه وتساعده في الخارج .

السيدات والسادة،

مؤتمرنا اليوم، وما يحمله من محاور دقيقة –يؤكد أن الدولة اللبنانية بدأت تنظر إلى المغترب بما يستحقّه: كشريك في النهوض، لا كمصدر موسمي للدعم. المؤتمر هذا يمنح المغتربون ما يستحقونه من إصغاء، من شراكة، ومن سياسات.

في زمن التحولات، رأس المال المتنقّل ليس فقط المال، بل الإنسان الذي يحمل معرفته، وخبرته، وشبكته على كتفيه... والمغترب هو رأس مال لبنان الذي لا يعرف الحدود

وكما شهدنا بعد انفجار بيروت، حيث كان الاغتراب في الطليعة– فإننا نؤمن أن أي نهوض حقيقي يبدأ حيث يبدأ التزامهم، وينجح حين نمنحهم أدوات الشراكة الحقيقية.

وأخيرًا، من بيروت إلى البرازيل، ومن دير القمر إلى ديترويت، لكل من يهمه لبنان ندعوكم للمشاركة في هذا المؤتمر يوم الثامن من آب، لأن ما نُخطط له هنا، لن يكتمل إلا بحضوركم.

وشكرًا.

المديرية العامة للحبوب والشمندر السكري

المديرية العامة للحبوب والشمندر السكري